صِفات وعِصْمَة الأَنبِيَاءِ والرُّسُل

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيّدنا محمّد الأمين وبعد

كل الأَنبِيَاء مسلمون لكن ليس كلهم عرب. فالأنبياء كالأخوة الذين أبوهم واحد وذلك لأن دينهم واحد وهو الإسلام وإنما الفرق بينهم في الشريعة التي هي الفروع العملية كالزكاة والصلاة.

الله تعالى أرسل أنبياءه ليبلغوا الناس مصالح دينهم ودنياهم فهم قدوة للناس، ولذلك فإن الله تعالى جملهم بصفات حميدة وأخلاق حسنة منها: الصدق والأمانة والفطانة والشجاعة والعفة، قال تعالى بعد ذكر عدد منهم: ﴿ وَكُلاًّ فَضَّلْنَا عَلَى العَالمَينَ ﴾ [سورة الأنعام آية 86].

يَجِبُ اعْتِقَادُ أَنَّ كُلَّ نَبِيٍ مِنْ أَنْبِيَاءِ اللهِ يَجِبُ أَنْ يَكُونَ مُتَّصِفًا بِالصِّدْقِ وِالأمانَةِ والْفَطانَةِ ، فَيَسْتَحيلُ عَلَيْهِمْ الْكَذِبُ وَالْخِيانَةُ وَالرَّذَالَةُ وَالسَّفاهَةُ وَالْبَلاَدَةُ ، وَتَجِبُ لَهُمْ الْعِصْمَةُ مِنَ الْكُفْرِ وَالْكَبَائِرِ وَصَغَائِرِ الْخِسَّةِ قَبْلَ النُّبُوَةِ وَبَعْدَهَا. والأَنبِيَاء مَحْفُظون من كل ما يُنفِّرُ عن قبول الدّعوة منهم. فلا تصيبهم الأمراض المنفّرة كالبَرَص وخروج الدُّودِ.

قال رسول الله صلى الله عليهه وسلم : « مَا بَعَثَ الله نَبِيًّا إِلاَّ حَسَنَ الْوَجْهِ حَسَنَ الصَّوْتِ وَإِنَّ نَبِيَّكُم أَحسَنُهُمْ وَجْهًا وَأَحْسَنُهُمْ صَوْتًا » رواه التِّرميذي، فالأنبياء ﻻ تصيبهم اﻷمراض المنفِّرَةُ كالبَرَصِ و خُروج الدُّودِ ، فغير صحيح أنّ سيِّدنا أيُّوب خرج منه الدُّود وغير صحيح أنّه كان يأخذ الدُّود ويقول كولي ممّا رزقك اللّه ، فمن قال ذلك فقد كذّب الدِّين. أنظر: ابتلاء وصبر النبي أيوب لم يخرج منه الدود

كذلك كل الأنبياء يتكلمون بكلام مفهم حسن، فلا يجوز أن يعتقد أن سيدنا موسى كان كلامه غير مفهم ولا يطاوعه لسانه، ونسبة ذلك للأنبياء مخرج من الإسلام. أنظر: كَيْفَ يُحَافِظُ المُسْلِمُ عَلَى إيمَانِهِ: إجْتِناب الوُقوع في الرّدّةِ والكُفْرِ

وتجب للأنبياء العصمةُ من الكفر والكبائر وصغائر الخِسَّة والدناءة كسرقة حبَّة عنب. وقد يحصل من بعضهم معصيةٌ صغيرةٌ ليس فيها خسّةٌ لكن يُنبَّهون للتّوبة قبل أن يقتدي بهم فيها غيرهم ، كما حصل من آدم حين أكل من الشجرة ثم تاب بعد ذلك. فممّا مضى نَعلَم أنَّ النبيَّ لا يحصُلُ منه كفرٌ لا قبل النبوة ولا بعدها ، لأن الله يَحفَظُه ويُلهِمُه الإيمانَ قبل أن يَنـزِل عليه الوحي.

نَقل إجماع العلماء علَى عِصمة الأنبياء من الكبائر وصغائر الخِسّة

قال السبكي في تفسيره : أجمعت الأمّة على عصمة الأنبياء فيما يتعلّق بالتبليغ وفي غير ذلك من الكبائر ومن الصغائر الرّذيلة الّتي تحطّ مرتبتهم ، ومن المداومة على الصغائر ، هذه الأربعة مجمع عليها (2|256 من الخصائص الكبرى للسيوطي رحمه الله تعالى).

قال ابن عَطِيّة الأندلسي في تفسيره : "وأَجْمَعَ العُلَمَاءُ علَى عِصْمَةِ الأَنْبِياءِ علَيهِمُ السَلَامُ مِن الكَبَائِر ومِن الصَغائِر التي هِيَ رَذَائِلُ".

ويُعلَم من هذا أن سيدنا إبراهيم عليه السلام لم يكن يَعبُدُ الكوكبَ بل كان يُنكِر على قومه ذلك. فما ورد في القرءان الكريم عن إبراهيم أنه قال لما رأى الكوكب: ﴿هَذَا رَبِّي﴾ فهذا للإنكار عليهم معناه (أهـذا ربّي كما تزعمون) أي يستحيل وليس معناه الموافقة لهم، ولكي يُفهِم قومه أنّه لا تصِحّ الألوهيَّةُ للكوكب، فلمّا غاب الكوكبُ قال: ﴿لاَ أُحِبُّ الآفِلِينَ﴾ أي أن الكوكب وكذا الشمس والقمر لا يصحّ في العقل أن يكون واحدٌ منها إلـهاً يُعبَد من دون الله، لأنّ كلّ واحدٍ من هذه الأشياء يأتي ثم يغيب وله حَجْمٌ مما يدلّ على أنّه مَخلوقٌ وليس خالقاً. فمن اعتقد أنّ نبيًّا عبد غير الله فقد كفر.

ويجب للأنبياء عقلاً صفة الأمانة فلا يجوز عليهم ارتكابُ الخيانة في الأقوال والأفعال والأحوال فإذا استنصَحَهُم شخص لا يكذبون عليه فيوهمونه خلاف الحقيقة وإذا وضع عندهم شخصٌ شيئاً لا يُضيّعونَه.

ولا يجوز عليهم ارتكابُ الكبائر قَبلَ النبوّة ولا بعدَها. فلم يحصُلْ من أيّ نبيّ أنه شَرِبَ الخمرَ أو سرق ولم يحصل من نبيّ أنه زنى. ويوسف عليه السلام لم يهمّ بالزنى وإنما هَمَّ بدَفع امرأةِ العزيزِ عنه ثمّ أُلْهِمَ أن لا يدفَعَها حتى لا يُقال هو أرادَ الفاحِشَةَ فلمّا انصرَفَ من وجهِها شقَّت قميصَهُ من خَلْفٍ فعَلِمَ الناسُ أنَّها هي التي أرادت الزنى وهو لم يُرد ذلك ولم يَهمَّ بالزنى لأنه معصومٌ كسائر الأنبياء عن مثل هذا الشىء.

وينبغي الحذر من كلام بعض المفترين الذين يزعمون أن سيدنا داوود أُعجب بامرأة قائد الجيش عنده فبعثه داوود إلى القتال كي يأخذ زوجته، وهذا افتراء عظيم.

ولـيُحذَر مما يفتريه بعضُ قاصِري العقول الذين يقولون إن محمّدًا كان مُتَعَلِّقَ القلبِ بالنساء لذلك تزوّجَ أكثرَ من أربع. والجواب على هؤلاء أن يقال لهم إنّ سيّدَنا محمدا صلى الله عليه وسلم كان معروفاً بين أهل مكة بمحمّدٍ الأمين وكان أُوتِيَ من الجمال ما لم يُساوِه فيه أحد، فلو كان وَلوعًا بالنساء لظهَرَت منه رَذِيلَةٌ بل رذائل ولكان قومُهُ طَعَنُوا فيه وذلك لم يحصل.

ولم يتزوّج الرسولُ إلا بعد أن صار عمره خمسة وعشرين عاما ثم ماتت زوجته وحين بلغ من العمر خمسين تَزَوَّجَ امرأةً أخرى ثم عَدَّدَ لِحِكَمٍ تَعُودُ إلى مصالح دَعْوَتِه. ومن جملة تلك الحِكَم أن تنتشِرَ شريعَتُهُ بطريق النساء إلى النساء. فتأملوا! فلو كان الأمر كما يقولُ السُّفَهَاءُ عنه لكان عَدَّدَ الزواجَ قبل أن يبلُغَ خمسين سنة كما هو شأن المنهمكين في هذه الأمور!! ومن الدليل على أنه لم يكن متعلّقَ القلب بالنساء ما رواه مسلمٌ عن عائشة رضي الله عنها أنّـها قالت : " مَا كَانَتْ تَمُرُّ لَيْلَتِي على رسولِ الله صلى الله عليه وسلم إلاّ خَرَجَ إلى البَقِيع " أي جبانة المدينة يدعو لأهل الجبّانة مع ما اجتمع في عائشة من حداثة السن والجمال.

ويجب للأنبياء الفَطانة فتستحيل عليهم الغَباوة لأنّـهم بُعِثوا لِبيانِ الحقّ فلا يَلِيقُ بِـهم أن يكونوا قاصرين عن إقامة الحُجّة على مَن جَانَبَ الحقَّ وعاداه. قال الله تعالى: ﴿وَتِلْكَ حُجَّتُنَا ءَاتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ﴾ [سورة الأنعام].

ويجب لهم أيضًا التبليغ فلا يجوز عليهم أن يكتُمُوا شَيئًا مما أُمِروا بتبليغه لأن ذلك يُنافي مَنصِبَ النبوّة.

ولا يجوز أن يُنسَبَ للأنبياء صفاتٌ لا تليق بـهم. فمثلاً لا يجوز أن يقال إنَّ موسى فرَّ جُبنًا من فرعون، وإنّما موسى عمل ما أمرَهُ الله به فذهب وضرب البحرَ فانفرَقَ البحرُ اثنى عَشَرَ فِرقًا كلّ فرقٍ كالجبل العظيم ثم مرَّ هو ومَن معه فلمّا تبعه فرعونُ عاد البحرُ كما كان ومات فرعون. ولا يجوز أن يقال إن محمدًا صلى الله عليه وسلم قد هُزِمَ في معركةٍ من المعارك، إنما الرسولُ ثابتٌ والذين خالفوه ولم يطيعوه هم خَسِرُوا. وكذلك لا يجوز أن يقال أن النبي صلى الله عليه وسلم حين هاجر من مكة إلى المدينة هرب وفرَّ جبناً والعياذ بالله.

واعلموا إخوة الإيمان أن اسم لوط أعجميّ ليس عربيًّا وليس مشتقًّا من اللواط لأن اللواط لفظ عربي ولا يليق بمنصب الأنبياء أن يكون اسم أحدهم مشتّقا من لفظ معناه خبيث، فأسماء الأنبياء ليست خبيثة ولا مشتّقة من خبيث ولا يشتق منها خبيث.

قد تكني العرب بالنعاج عن النساء، لكن لا يجوز تفسير النعاج في هذه الآية بالنساء كما فعل بعض المفسرين، فقد أساءوا بتفسيرهم لهذه الآية بما هو مشهور من أن داود كان له تسع وتسعون امرأة، وأن قائداً كان له واحدة جميلة فأعجب بها داود، فأرسل هذا القائد إلى المعركة ليموت فيها ويتزوجها هو من بعده، فهذا فاسد لأنه لا يليق ما ذكر فيه بنبي من أنبياء الله، قال الإمام ابن الجوزي في تفسيره بعد ذكر هذه القصة المكذوبة عن سيدنا داود: وهذا لا يصح من طريق النقل ولا يجوز من حيث المعنى، لأن الأنبياء منزهون عنه، وأما استغفار داود ربه، فهذا لأنه حكم بين الإثنين بسماعه من أحدهما قبل أن يسمع من الآخر.

فإن الله تعالى قد أرسل الأنبياءَ ليـبـيّنوا ديـن الإسلام ويـنشروه. والنُبوّة اشتقاقها من النبأ أي الخبر، لأنّ النبوّة إخبارٌ عن الله. والسبيل إلى معرفة النبي "المعجزة" وهي أمرٌ خارقٌ للعادةِ يأتي على وفقِ دَعوَى من ادَّعَوا النُّبوة سالِمٌ من المُعَارَضَةِ بالِمثلِ، كانفجار الماء الزُّلال من بين أصابع النَّبي وعدم إحراق النار لإبراهيم. فما كان من الأمورِ عجيباً ولم يكن خارقاً للعادةِ فليس بمعجزةٍ وكذلك ما كان خارقاً لكنه لم يقترن بدعوى النّبوةِ كالخوارقِ التي تظهرُ على أيدي الأولياءِ أتباعِ الأنبياءِ فإنه ليسَ بمعجزةٍ بل يسمى كرامةً وكذلك ليسَ من المعجزةِ ما يستطاعُ معارضتهُ بالمثلِ كالسِّحرِ فإنَّه يُعَارَضُ بسحرٍ مثله.

ورد في القرآن: ﴿ تِلْكَ الرُّ‌سُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ ﴾ [البقرة 253] فالأنبياء متفاوتون في الفضل

وورد في الشرع أنّ أفضل الأنبياء على الترتيب محمد ثم إبراهيم ثم موسى ثم عيسى ثم نوح عليهم الصلاة والسلام وهم أولو العزم.

قال النسفي (ت 710 هـ) في تفسيره مدارك التنزيل وحقائق التأويل: فإن قلت‏:‏ كيف قال شعيب ‏﴿‏إِنْ عُدْنَا فِى مِلَّتِكُمْ‏﴾ [الأعراف 89]‏ والكفر على الأنبياء عليهم السلام محال ‏؟‏ قلت‏:‏ أراد عود قومه إلا أنه يضم نفسه في جملتهم وإن كان بريئاً من ذلك إجراء لكلامه على حكم التغليب

لا أصل لما يرويه كثير من الناس أنه كان للنبيّ صلّى الله عليه وسلّم جارٌ يهوديّ يرمي القُمامة على باب داره ثمّ مرّت فترة انقطع عن ذلك فتفقّده النبيّ. إنما الصّحيح ما رواه البخاريّ عن أنس بن مالك قال: كان غلامٌ يهوديٌ يخدم النبيّ فمرض، فأتاه النبيّ يزوره، فقعد عند رأسه وقال له: "أسلِمْ" ، فنظر الغلام إلى أبيه وهو عنده، فقال له: أطِعْ أبا القاسم، فأسلَم، فخرج النبيّ وهو يقول: "الحمد لله الذي أنقذه من النار".

الأنبياء لا يشجعون الناس على فعل الحرام والكفر ومن اعتقد ذلك خرج من الإسلام. أنظر: كَيْفَ يُحَافِظُ المُسْلِمُ عَلَى إيمَانِهِ: إجْتِناب الوُقوع في الرّدّةِ والكُفْرِ

قال الله تعالى: {وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ إِبْرَاهِيمَ  إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا تَعْبُدُونَ  قَالُوا نَعْبُدُ أَصْنَامًا فَنَظَلُّ لَهَا عَاكِفِينَ} [سورة الشعراء 69 - 71] فإن إبراهيم عليه الصلاة والسلام لم يسأل قومه ما سألهم ليجيبوا أنهم كفار يعبدون الأصنام إنما سألهم عن ماهيّة معبوداتهم ليُظهر فساد عبادتهم ليظهر فساد عبادتهم لها أي أنه سألهم أليس ما تعبدونه حجارة وخشبا ومعادن قد صورتموها بأيديكم ونقشتموها أنتم وأثّرتم فيها فكيف تعبدونها كما ذكره الرّازي والنسفي وأبو حيان الأندلسي وغيرهم. قال الإمام الطاهر بن عاشور في تفسيره التحرير والتنوير: (ما) اسْمُ اسْتِفْهامٍ يُسْألُ بِهِ عَنْ تَعْيِينِ الجِنْسِ كَما تَقَدَّمَ في قَوْلِهِ: ﴿وما رَبُّ العالَمِينَ﴾ [الشعراء: 23] في هَذِهِ السُّورَةِ

قال الله تعالى إخبارًا عن سيِّدنا إبراهيم: {إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا تَعْبُدُونَ} و {إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لَا يَسْمَعُ وَلَا يُبْصِرُ وَلَا يُغْنِي عَنْكَ شَيْئًا}[سورة مريم 42] ؛ وإبراهيم عليه السلام أراد بكلامه هذا أن يذمَّ قومه وأنْ يُوبِّخهم ؛ أتى سُؤاله على وجه العيب والإنكار والتَّحقير.

ففي تفسير الآية الأُولى:

قال القونويُّ في حاشيته على البيضاويِّ: "وحاصله أنَّ الاستفهام هنا للإنكار لا للاستعلام" انتهى.

وقال الإيجيُّ: "أنكر عليهم عبادة الأصنام" انتهى. [جامع البيان - الإيجي (905 هـ)]

وقال القرطبيُّ: "وعيبه على قومه ما يعبدون وإنَّما قال ذلك ملزمًا لهم الحُجَّة" انتهى.

وقال أبو حيَّان: "وما: اسْتِفْهامٌ بِمَعْنى التَّحْقِيرِ والتَّقْرِيرِ." انتهى.

وفي تفسير الآية الثَّانية:

وقال الخطيب الشربينيُّ: "استفهام توبيخ وتهجين لتلك الطَّريقة وتقبيحها" انتهى.

وقال محمَّد أمين الأُرميُّ الشَّافعيُّ: "والاستفهام للتَّقرير المُضَمَّن للتَّوبيخ" انتهى.

وقال البغويُّ: "استفهام توبيخ" انتهى.

ومثلَهم قال أبو الحسن الواحديُّ ومحيي الدِّين شيخ زاده والرَّازيُّ والقرطبيُّ وآخرون.

الفَرقُ بين الأنبياءِ والرُّسُلِ

اعلم أن النبيَّ والرَّسولَ يشتركانِ في الوَحي، فكلٌّ قد أوْحَى الله إليه بشرعٍ يَعْمَلُ به لتبليغِه للنّاسِ، غيرَ أنّ الرسولَ يأتي بنسخِ بعضِ شرعِ مَن قبلَه أو بِشَرْعٍ جديدٍ، والنَّبيُّ غيرُ الرّسولِ يُوحَى إليه ليتّبعَ شرعَ رسولٍ قبلَهُ وليُبلّغَهُ. فلذلكَ قالَ العلماء "كلُّ رسولٍ نبيٌّ وليس كلُّ نبيٍّ رسولا". ثمّ أيضًا يفترقان في أنّ الرّسالةَ يوصَفُ بها المَلَكُ والبشرُ والنبوةَ لا تكونُ إلا في البشرِ.

نبي الله موسى فصيح اللّسان كسائر الأنبياء

قال الله تعالى حكاية عن موسى عليه السلام: {قَالَ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي  وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي  وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِّن لِّسَانِي يَفْقَهُوا قَوْلِي} سورة طه، أي حتى يفهموا عني بسرعة، وما أصابه من بطء خفيف في كلامه لم يمنع عنه البيان.

قال المفسرون: وَذَلِكَ أَنَّ مُوسَى أَخَذَ لِحْيَةَ فِرْعَوْنَ وَلَطَمَهُ لَطْمَةً شَدِيدَةً فِي صِغَرِهِ فَأَرَادَ قَتْلَهُ فَقَالَتْ آسِيَةُ أَيُّهَا الْمَلِكُ إِنَّهُ صَغِيرٌ لَا يَعْقِلُ فَجَعَلَتْ فِي طَسْتٍ نَارًا وَفِي طَسْتٍ يَوَاقِيتَ وَوَضَعَتْهُمَا لَدَى مُوسَى فَقَصَدَ الْيَوَاقِيتَ فَأَمَالَ الْمَلَكُ يَدَهُ إِلَى النَّارِ فَرَفَعَ جَمْرَةً فَوَضَعَهَا عَلَى لِسَانِهِ فَاحْتَرَقَ لِسَانُهُ فَصَارَ فيه عقدة خفيفة من أثر هذه الجمرة ولكن ما تركت هذه الجمرة في لسانه أن يكون كلامه بعد ذلك مع الناس غير مفهم بل كان عليه السلام يتكلم على الصواب، وقد سأل موسى عليه السلام ربه لما نزل عليه الوحي أن يزيل هذه العقدة من لسانه فاستجاب الله له وأذهبها عنه، قال الله تعالى: حكاية عن موسى عليه السلام:{وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِّن لِّسَانِي  يَفْقَهُوا قَوْلِي}سورة طه.

Islam.ms - ابن عَطِيّة الأندلسي في تفسيره المحرر الوجيزIslam.ms - ابن عَطِيّة الأندلسي في تفسيره المحرر الوجيز

والحمد لله رب العالمين

ءادم أشاعرة أنبياء أيوب إبراهيم إسلام دين أنبياء الأنبياء الإسلام دين الأنبياء إسلام دين الحق الرسل والأنبياء ثقافة إسلامية دروس دينية إسلامية عيسى لوط محمد نبي أركان إيمان أصول إيمان إيمان إيمان بالله إيمان وما يبطله الرسل والأنبياء توحيد توحيد الله دروس دينية إسلامية عقيدة إسلامية أهل السنة أنبياء إيمان بالله يوم آخر آخرة كتب سماوية ملائكة ءادم آدم أنبياء أنبياء مسلمون إبراهيم إسلام إيمان إسلام دين أنبياء إجماع عصمة الأنبياء نبي رسول أنبياء رسل