الله لا بداية له ولا نهاية ولا يجري عليه زمان
الله تعالى قديمٌ بِمعنى أنه لا بداية لوجوده أي أزلي، لأن الإله لا بدَّ أن يكون أزليّاً وإلا لكان محتاجًا إلى غيره والمحتاج إلى غيره لا يكون إلَهاً وما سواه تعالى فهو حادثٌ مَخلوق قال تعالى: ﴿ هُوَ الأَوَّلُ وَالآخِرُ ﴾ وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « كَانَ اللهُ وَلَمْ يَكُنْ شَىءٌ غَيْرُهُ ». أي أن الله لم يزل موجودًا في الأزل ليس معه غيره لا ماءٌ ولا هواءٌ ولا أرضٌ ولا سَمَاءٌ ولا عرشٌ ولا كرسيٌ ولا ملائكةٌ ولا زمانٌ ولا مكانٌ فهو الذي خلق المكان فليس بِحاجة إليه، ومن قال العالَمُ أزلي فهو كافرٌ مكذِّبٌ لله ورسوله.
اللهُ تعالى موجودٌ باقٍ إلى ما لا نـهاية له، فلا يلحقه فَنَاء لأنه لَما ثبت وجوبُ قدَمه تعالى وجب له البقاء، والبقاء الذي هو واجبٌ لله هو البقاء الذاتي أي ليس بإيجاب غيره البقاءَ له، بل هو يستحقه لذاته لا لشىء ءاخر، قال تعالى: ﴿ وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الـجَلاَلِ وَالإِكْرَامِ ﴾. وأما البقاء الذي يكون لبعض خلق الله كالجنة والنار الثابت بالإجـماع فهو ليس بقاءً ذاتيّاً لأن الجنة والنار حادثتان والحادث لا يكون باقيًا لذاتِه، فبقاء الـجنة والنار ليس بذاتِهما بل لأن الله شاء لهما البقاء، فلا شريك لله في صفاته