كلام الإمام الطبري والبدر الرشيد الحنفي عن الرّدة

قال الإمام المجتهد محمد بن جرير الطبري (المتو فى سنة 310 هـ) في كتابه (تهذيب الآثار): ” إن من المسلمين من يَخرج من الإسلام من غير أن يقصِدَ الخروجَ منه “.

وقال البدر الرشيد الحنفي (ت 768هـ) في رسالة له في بيان الألفاظ الكفرية ص/19: ” مَنْ كَفَرَ بلسَانِهِ طائِعا وقلبه على الإيمان إنّهُ كافر ولا ينفَعه ما في قلبه ولا يَكون عند الله مؤمنًا لأنَّ الكافر إنما يعرف من المؤمن بما ينطق به فإنَ نَطقَ بالكُفْرِ كانَ كافرا عندَنا وعندَ اللهِ “ اهـ.

وقال الشيخ ملا علي القاري الحنفي (ت1014 هـ) في شرح كتاب الفقه الأكبر للإمام أبي حنيفة النعمان بن ثابت الكوفي، ص/274 : ” ثم اعلم أنَّهُ إذا تكلّم بكلمة الكُفر عالِما بمعناها ولا يعتقِدُ معناها لكنْ صدَرتْ عنهُ من غير إكراهٍ بل مع طواعية في تأْديَتِه فإنّه يُحكَم عليه بالكُفرِ “ اهـ.

قال الحافظ الكبير أبو عَوانة (المتوفى سنة 316 هـ) الذي عمل مستخرجَا على مسلم فيما نقله عنه الحافظ ابن حجر في (فتح الباري ج 12/ 301 ـ 302) ما نصه: ” وفيه أن من المسلمين من يخرج من الدين من غير أن يقصد الخروج منه ومن غير أن يختار دينًا على دين الإسلام “.

قال الشيخ عبد الله بن الحسين بن طاهر الحضرمي (المتوفى سنة 1272 هـ) في كتابه (سُلَّم التوفيق إلى محبة الله على التحقيق) ما نصه: ” يجب على كل مسلم حفظُ إسلامه وصونُهُ عمَّا يفسده ويبطُلُه ويقطعُهُ وهو الرّدةُ والعياذ بالله تعالى وقد كُثرَ في هذا الزمان التساهلُ في الكلام حتى إنَّهُ يخرج من بعضهم ألفاظٌ تُخرجهم عن الإسلام ولا يَرَوْن ذلك ذنبًا فضلاً عن كونه كفرًا “.

قال الإمامُ المحَدّثُ الشيخُ عبد الله الهرري (المتوفى سنة 1429 هـ) في مختصره ص 14: ” وذلك مصداق قوله صَلى الله عَليه وسلم: « إنَّ العبدَ لَيَتَكَلَّمُ بالكلمةِ لا يَرَى بها بأسًا يَهوي بها في النَّارِ سَبعين خريفًا » أي مسافَةَ سبعين عامَا في النزول وذلك منتهى جهنم وهو خاصٌّ بالكفار. والحديث رواه الترمذي وحسَّنَه وفي معنا حديث رواه البخاري ومسلم وهذا الحديث الذي رواه الترمذيّ دليل على أنه لا يُشترَط في الوقوع في الكفر معرفةُ الحكم ولا انشراح الصدر ولا اعتقاد معنى اللفظ “.