الإسلام شرط لقبول الأعمال الصّالحة
الإسلام شرط لقبول الأعمال الصّالحة، قال الله تعالى: ﴿ مَثَلُ الّذِينَ كَفَرُواْ بِرَبِّهِمْ أَعْمَالُهُمْ كَرَمَادٍ اشْتَدّتْ بِهِ الرِّيحُ فِي يَوْمٍ عَاصِفٍ ﴾ [سورة إبراهيم ءاية 18]. وقال رَسولُ الله صلى الله عليه وسلم: « وَأَمَّا الْكَافِرُ فَيُطْعَمُ بِحَسَنَاتِهِ فِي الدُّنْيَا حَتَّى إِذَا أَفْضَى إِلَى الْآخِرَةِ لَمْ يَكُنْ لَهُ حَسَنَةٌ يُعْطَى بِهَا خَيْرًا » رواه الإمام أحمد.
وقال الإمام أبو حنيفة رَضيَ الله عنه: « لا يَكون إسلامٌ بلا إيمانٍ وﻻ إيمانٌ بلا إسلامٍ فهُما كالظّهرِ مع البَطنِ ».
قال الله تعالى: ﴿ قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللهِ وَاللهُ شَهِيدٌ عَلَى مَا تَعْمَلُونَ ﴾ [سورة ءال عمران ءاية 98]، فهذه الآية دليل على أنهم كفار وقال تعالى: ﴿ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُم ﴾ [سورة ءال عمران ءاية 110]. فأهلُ الكِتابِ ليسو مؤمنينَ، إنَّما ينتسبونَ للتّوراةِ واﻹنجيلِ وهم حرّفوهما، قال تعالى: ﴿ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ ﴾ [سورة النِّساء ءاية 46]. قال الله تعالى: ﴿ لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّـهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ ﴾ [سورة المائدة ءاية 73]، وقال: ﴿ لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّـهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ ﴾ [سورة المائدة ءاية 73]. فغير المسلم ﻻ يجوز أنْ يُسمّى مؤمِنا.
فاليهود والنصارى كفار بنص القرآن ومن شك في كفرهم فهو كافر لأنه يشك في كفر من ينسب لله الابن ولا يؤمن بمحمد. قال الله تعالى: ﴿ وَمَنْ لَمْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ فَإِنَّا أَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ سَعِيرًا ﴾ [سورة الفتح 13]. فمن شك في كفرهم فعليه الرجوع للإسلام بالنطق بالشهادتين. أنظر: https://www.islam.ms/ar/إجتناب-ردة-كفر
أما قوله تعالى: ﴿ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللَّـهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ ﴾ [سورة آل عمران آية 113] فالمراد بذالك الذين أسلموا من أهل الكتاب كأصحمة النجاشي الذي كان نصرانيا ثم أسلم وعبد الله بن سلام الذي كان يهوديا ثم أسلم، كما جاء في تفسير الطبري وفخر الدين الرازي.
قال الإمام الطبري (ت 310 هـ) في تفسيره جامع البيان في تفسير القرآن: الآيات الثلاث، نزلت فـي جماعة من الـيهود أسلـموا، فحسن إسلامهم. حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا سلـمة، عن مـحمد بن إسحاق، قال: حدثنـي مـحمد بن محمد، عن عكرمة أو عن سعيد بن جبـير، عن ابن عبـاس، قال: لـما أسلـم عبد الله بن سلام، وثعلبة بن سعية، وأسيد بن سعية، وأسد بن عبـيد، ومن أسلـم من يهود معهم، فآمنوا وصدّقوا ورغبوا فـي الإسلام ومنـحوا فـيه، قالت: أحبـار يهود وأهل الكفر منهم: ما آمن بـمـحمد ولا تبعه إلا أشرارنا، ولو كانوا من خيارنا ما تركوا دين آبـائهم، وذهبوا إلـى غيره، فأنزل الله عزّ وجلّ فـي ذلك من قولهم: ﴿ لَيْسُواْ سَوَاءً مِّنْ أَهْلِ الْكِتَـٰبِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ يَتْلُونَ ءايَـٰتِ اللَّهِ ﴾ إلـى قوله: ﴿ وَأُوْلَـئِكَ مِنَ الصَّـٰلِحِينَ ﴾
قال الإمام فخر الدين الرازي (ت 606 هـ) في تفسيره مفاتيح الغيب، التفسير الكبير: عن عطاء: أنها نزلت في أربعين من أهل نجران واثنين وثلاثين من الحبشة وثلاثة من الروم كانوا على دين عيسى وصدقوا بمحمد عليه الصلاة والسلام.
وكذلك قوله تعالى: ﴿ وَإِنَّ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَمَن يُؤْمِنُ بِاللَّـهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْكُمْ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْهِمْ خَاشِعِينَ لِلَّـهِ لَا يَشْتَرُونَ بِآيَاتِ اللَّـهِ ثَمَنًا قَلِيلًا ﴾ [سورة آل عمران آية 199] المراد بذالك الذين أسلموا من أهل الكتاب.
قال الإمام الطبري (ت 310 هـ) في تفسيره جامع البيان في تفسير القرآن: حدثنا بشر، قال: حدثنا يزيد، قال: حدثنا سعيد، عن قتادة، قوله: ﴿ وَإِنَّ مِنْ أَهْلِ الْكِتَـٰبِ لَمَن يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْكُمْ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْهِمْ ﴾ ذكر لنا أن هذه الآية نزلت فـي النـجاشي وفـي ناس من أصحابه آمنوا بنبـي الله صلى الله عليه وسلم، وصدقوا به. قال: وذكر لنا أن نبـي الله صلى الله عليه وسلم استغفر للنـجاشي، وصلـى علـيه حين بلغه موته، قال لأصحابه: « صَلُّوا علـى أخٍ لَكُمْ قَدْ ماتَ بِغَيْرِ بِلادِكُم! » فقال أناس من أهل النفـاق: يصلـي علـى رجل مات لـيس من أهل دينه! فأنزل الله هذه الآية: ﴿ وَإِنَّ مِنْ أَهْلِ الْكِتَـٰبِ لَمَن يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْكُمْ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْهِمْ خَـٰشِعِينَ للَّهِ لاَ يَشْتَرُونَ بِـئَايَـٰتِ باللَّهِ ثَمَناً قَلِيلاً أُولَئِكَ لَهُمْ أجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ إنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الحِسابِ ﴾.
قال الله تعالى: ﴿ كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّـهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ ﴾ [سورة البقرة آية 213]، أي كلُّ النّاسِ كانوا على دين الإسلام في زمن آدم وشيث وإدريس ثم حصل الكُفر بعد وفاة الّنبيِّ إدريسَ حتى أرسل الله سيدنا نوح عليه السلام.