حديث: لا فِكْرَةَ في الرَّبِّ
قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: « لا فِكْرَةَ في الرَّبِّ » رواه السيوطي في تفسيره. وروى البيهقي في الأسماء والصفات عن ابن عباس رضى الله عنهما قال : « تفكروا في كل شىء ولا تفكروا في ذات الله ».
أي أن الله تعالى لا يُدركه الوهم لأن الوهم يدرك الأشياء التي لها وجود في هذه الدنيا كالإنسان والغمام والمطر والضوء وما أشبه ذلك. فيفهم من هذا أنّ الله لا يجوز تصوره بكيفية وشكل ومقدار ومساحة ولون وكل ماهو من صفات الخلق. اهــ
قال الله تعالى: ﴿ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَىءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ﴾ [الشورى 11]. في هذه الآية الله تبارك وتعالى شمل نفيَ مشابهته لكل أفراد الحادثات. اهـ
وقال الإمام أبو حنيفة في بعض رسائله في علم الكلام: « أنَّى يُشْبِهَ الخَالِقُ مخْلُوقَهُ » أي يستحيل أن يُشبه الخالق المخلوقات.
وقال الإمام الزاهد الشيخ أحمد الرفاعي الكبير رضي الله عنه: « غاية المعرفة بالله الإيقانٌ بوجوده بلا كيف ومكان » أي أن أقصى ما يصلُ إليه العبدُ من المعرفة بالله الإيقان أي الاعتقاد الجازم الذي لا شك فيه بوجود الله تعالى بلا كيف ولا مكان ولا جهة. فالله تعالى كان موجودًا في الأزل قبل خلق المكان بلا مكان، وبعد أن خلق المكان هو الآن على ما عليه كان أي بلا مكان فالله لا يتغير من حال إلى حال كالمخلوق. اهـ
وقال الإمام أحمد بن حنبل والإمام ذو النون المصري تلميذ الإمام مالك رحمهم الله: « مهما تصورت ببالك فالله بخلاف ذلك » أي أن الله ليس شيئًا يُتصوّر في البال، لأن ما يتصوّر يكون من المخلوقات. فالله منزه عن الجسم والمكان والهيئة والصورة والجلوس والتغيّر والاستقرار. فالله لا يتغير من حال إلى حال كالمخلوق. اهـ
وقال أبو سليمان الخطابي: « إن الذي يجب علينا وعلى كل مسلم أن يعلمه، أن ربَّنا ليس بذي صورة ولا هيئة. فإن الصورة تقتضي الكيفية. وهي عن الله وعن صفاته منفية » رواه البيهقي في الأسماء والصفات. اهـ