مسألة سُؤال الكافر عن دينه

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله وصلَّى الله على رسول الله وسلَّم وعلى ءاله وأصحابه الطيبين وبعد.

مختصر خلاصة مسألة سُؤال الكافر عن دينه

الكافرُ إنْ قالَ: (أنا كافرٌ) أو (مجوسيٌّ) أو (مُلحدٌ) يزدادُ كُفرًا إلى كُفرِهِ والعياذُ باللهِ تعالى ؛ لأنَّهُ بقولِهِ هذا يكونُ رضيَ بالكُفرِ الَّذي هُو عليهِ.

والرِّضى بالكُفرِ معناهُ الأخذُ بالكُفرِ ومعناهُ القَبولُ بِهِ. هذا تعريفُ الرِّضى في مسائلِ الأُصولِ. ولا يُشترَطُ فيهِ استشعارُ الفرحِ والبهجةِ والسُّرورِ.

ويكفُرُ مَنْ يسألُ الكافرَ عن دينِهِ إذَا كانَ مُتَيَقِّنًا أنَّ المسؤولَ يُجيبُ بالكُفرِ كأنْ علمَ أنَّهُ يُجيبُ قائلًا: (أنا كافرٌ) أو (مجوسيٌّ) أو (مُلحدٌ) أو نحوُهُ.

ويكفُرُ مَنْ يسألُ الكافرَ عن دينِهِ إذَا كانَ مُتَيَقِّنًا أنَّ المسؤولَ يُجيبُ بالكُفرِ ؛ لأنَّ سُؤالَهُ مع معرفةِ الجوابِ طلبٌ مِنَ المسؤولِ أنْ ينطِقَ بذلكَ الجوابِ.

ومعنى (أنَّه كانَ مُتَيَقِّنًا أنَّ المسؤولَ يُجيبُ بالكُفرِ) أي بالبناءِ على غَلَبَةِ الظَّنِّ لا على معنى اليقينِ القطعيِّ الَّذي لا يكونُ إلَّا لمَنْ يعلمُ الغَيبَ.

ولو سألَ مُسلمٌ كافرًا عن دينِهِ وكانَ يظنُّهُ يسكتُ فلا يُجيبُ؛ فلا يكفُرُ السَّائلُ لأنَّهُ لا يكونُ رضيَ للمسؤولِ بالكُفرِ ولا طلبَ مِنَه أنْ يزدادَ كُفرًا.

كذلكَ إنْ لم يعرفِ السَّائلُ دِينَ المسؤولِ ؛ فلا يكونُ سُؤالُهُ كُفرًا، لأنَّهُ لا يكونُ رضيَ لهُ بالكُفرِ ولا يكونُ كمَنْ طلبَ مِنَ المسؤولِ أنْ ينطِقَ بالكُفرِ.

بخلافِ ما لو علمَ أنَّ المسؤولَ كافرٌ، فيكفُرُ إنْ كانَ مُتَيَقِّنًا أنَّ المسؤولَ يُجيبُ بالكُفرِ؛ ولا يكفُرُ إنْ لم يعلَمْ أنَّ المسؤولَ يُجيبُ بالكُفرِ ولكنَّه يأثمُ.

وإذَا سألَ مُسلمٌ كافرًا لا يعرفُ نوعَ كُفرِهِ: (هل أنتَ مُلحِدٌ ؟) لا يكفُرُ لأنَّ المسؤولَ قد يُجيبُ بـ(لا) فلا يكفُر بجوابِهِ ؛ ولا يكونُ السَّائلُ رضيَ له بالكُفرِ.

ولا يكفُرُ المُسلمُ إذَا سألَ كافرًا لا يعرفُ نوعَ كُفرِهِ: (هل أنتَ مُلحدٌ ؟) لأنَّه هُنا لنْ يكونَ مُتيقِّنًا أنَّ المسؤولَ يكفُرُ في جوابِهِ لاحتمالِ أنْ يُجيبَ بـ(لا).

وقولُنا: (إنَّ مُجرَّد السُّؤالِ ليسَ كُفرًا) معناهُ بدونِ أنْ يقترنَ السُّؤالُ بمعرفةِ أنَّ المسؤولَ يُجيبُ بالكُفرِ، لأنَّ السَّائلَ بهذهِ الحالِ لا يكونُ رضيَ بالكُفرِ.

انتهى.

أدلَّة أهل السُّنَّة في المسألة

أمَّا بعدُ فمِن المُقرَّر عند عُلماء التَّوحيد والأُصول وغيرهم أنَّ مَن جرَّ غيره إلى الكُفر أو حثَّه عليه أو أمره به أو رضِيَه له فإنَّه يكفُر وقَد أمرنا اللهُ باجتناب ذلك مِن كُلِّ وجوههِ حتَّى إنَّ الله عزَّ وجلَّ قالَ في سورة الأنعام: {وَلَا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ}. ولا خلاف بَين المُسلمين أنَّ الرِّضى بالكُفر كُفر ويكفي في بيان ذلك قول اللهُ عزَّ وجلَّ: {ولا يرضى لعباده الكُفر}.

وفي [شرح "رسالة في المُكفِّرات" للحنفيِّ بدر الرَّشيد المُتوفَّى 768ه] لمُلَّا عليٍّ القاري المُتوفَّى 1014ه ما نصُّه: "وفي المُحيط وفتاوى الصُّغرى أيضًا: مَن لقَّن غيره كلمة الكُفر ليتكلَّم بها كفر المُلقِّن، وإنْ كان على وجه اللَّعب والضَّحك. قلت: فما يُحكى أنَّ مالكيًّا أو شافعيًّا رجع إلى بلده بعد تحصيل بعض الفقه في مذهبه، فكلَّما سُئل عن مسألة فقال: فيها وجهانِ لمالك ؛ أو قولانِ للشَّافعي رحمه الله، فقال له قائل: أفي الله شكٌّ ؟ فقال: فيه الوجهانِ أو القولانِ فكفَّروه، فيُحكم بكفر مُلقِّنه أيضًا حيث رضيَ بكُفره، بناء على غلبة ظنِّه أنَّه يتفوَّه بقول ما يُوجب كفره" انتهى ولاحظ قوله: "فيُحكم بكفر مُلقِّنه أيضًا حيث رضيَ بكُفره، بناء على غلبة ظنِّه أنَّه يتفوَّه بقول ما يُوجب كفره" لتفهم علَّة التَّكفير.

وفي [البريقة المحموديَّة في شرح الطَّريقة المُحمَّديَّة] نقلًا عن [التَّاترخانيَّة] أنَّ أبا حنيفة قال: "ومَن أراد أنْ يكفر صاحبه فقد كفرَ قبل أنْ يكفر صاحبه" انتهى.

وفي [جلاء الفوائد مِن ثنايا القواعد] لشيخنا سمير بن سامي القاضي حفظه الله ما نصُّه: "ويلتحقُ بالأمرِ ما يحصُلُ أحيانًا مِنْ أنَّ الشَّخصَ يسألُ الكافرَ سؤالًا وهو مُتيقِّنٌ مِنْ أنَّهُ سيجيبُ بالكُفرِ فيكفرُ بذلكَ لأنَّ سؤالَه في الحقيقةِ هو طلبُ جوابٍ منهُ وهو يعلمُ أنَّ جوابَهُ كفرٌ فكأنَّهُ يقولُ لهُ اكفُرْ. وأمَّا السَّؤالُ الإنكاريُّ ونحوُه ممَّا لا يُطلَبُ بهِ جوابٌ كفرٌ مِن المَسئولِ فلا يدخُلُ تحتَ الحكمِ المُتقدِّمِ" انتهى.

وفي تاريخ [(7/2/2008)ر 30 مُحرَّم 1423ه، س02.30 ظهرًا]؛ قال شيخنا رحمه الله ورضيَ عنه: "مَن سأل شخصًا نصرانيًّا "ألستَ نصرانيَّا ؟" ولا يُريده أنْ يُجيب "بنعم" لا يكفُر" انتهى. قيل للشَّيخ: " إنْ لم يكن مُراد السَّائل أنْ يُجيب المسؤول بنعم ؛ ماذَا يكون مُراده إذًا ؟" فقال الشَّيخ: "قد يسكت وقد يقول "لا" " انتهى. وكُلُّ ذلك بحُضور الشَّيخ كمال الحوت والشَّيخ جميل حليم والشَّيخ سمير القاضي وآخرين.

أمَّا الفيديو الَّذي نشره أهل الفتنة فحُجَّة عليهم لا لهم، لأنَّ مولانا الشَّيخ أجاب فيه عن شخص قال لكافر: "تُدين بهذا ؟" ممَّا يعني أنَّ السَّائل لم يكن مُتيقِّنا أنَّ المسؤول يُجيب بقول "نعم" ؛ بل واحتمل أنَّه يُجيب بقول "لا"، وعليه ؛ فلا يكون السَّائل عالمًا أنَّ المسؤول يُجيب بكُفر، فلا يكفُر السَّائل لمُجرَّد السُّؤال ولا يدخُل تحت القاعدة الَّتي أخذناها عن مولانا الشَّيخ بالتَّلقِّي المُعتبَر مِن كون السَّائل يكفُر لو كان مُتيقِّنا أنَّ المسؤول يُجيب بكُفر. فبطل استدلال الزَّنادقة بهذا الفيديو وكشف كونهم جاهلِين على التَّحقيق.

وقال الحافظ مُحمَّد مُرتضى الزَّبيديُّ في [شرح الإحياء] [ج/2 ؛ ص/67]: "ومَن أراد مِن خلق الله أنْ يكفروا بالله فهُو لا محالة كافر وعلى هذا يُخرَّج قوله تعالى: {ولا تسبُّوا الَّذين يدعون مِن دون الله فيسبُّوا اللهَ عدوًا بغير علم}، ثُمَّ إنَّه مَن سبَّ أحدًا منهم على معنى ما يجد له مِن العداوة والبغضاء قيل له: أخطأتَ وأثمتَ ؛ مِن غير تكفير، وإنْ كان إنَّما فعل ذلك ليَسمع سبَّ الله وسبَّ رسوله فهُو كافر بالإجماع" انتهى ولاحظ قوله: "وإنْ كان إنَّما فعل ذلك ليَسمع سبَّ الله وسبَّ رسوله فهُو كافر بالإجماع" لتضبط علَّة التَّكفير.

وفي هذا القدر بيان كافٍ لمَن كان له قلب. واللهُ المُستعان على الخير.

دفع شُبُهات الجاهلين

وقد أشكل على أهل الفتنة أُمور فأسردها مع بيان الرَّدِّ:

خبر قول النبي لعديِّ بن حاتم: "ألستَ ركوسيًّا".

والجواب: هي رواية مُختلف في إسنادها ولم ينصَّ الحفَّاظ على تصحيحها ولو صَحَّتْ لا يكون له فيها حجَّةٌ لأنَّ السُّؤال فيها كان سؤالًا تقريريًّا لِمَا سبق مِن قول النَّبيِّ لأنَّه صلَّى الله عليه وسلَّم قال لعديٍّ "أنا أعلم بدينِك منك" فقال عديٌّ "أنت أعلم بديني منِّي !" فأراد النَّبيُّ أنْ يجيبَه بما يُفيد أنَّه حقًّا أعلم منه بدينه فقال له: "ألستَ مِن الرَّكوسيَّة..!" ولم يُرِدْ أنْ يسأله ليجيبه بل ليقطعه ؛ فلا يكون أراد استنطاقه بالكُفر كما توهَّم الجاهل.

ويؤكِّد هذا المعنى رواية الحديث في المعجم الأوسط للطَّبرانيِّ والمُستدرك للحاكم وليس فيها أنَّ النَّبيَّ انتظر جواب عديٍّ ولا أنَّ عديًّا قد أجاب، ومنها رواية عند ابن حبَّانَ والتِّرمذيِّ فيها: "يا عديُّ بن حاتم ما أفرَّك أنْ تقول لا إله إلَّا الله فهل مِن إله إلَّا الله، ما أفرَّك مِن أنْ تقول الله أكبر فهل مِن شيء أكبر مِن الله ؟ قال: فأسلمتُ ورأيتُ وجه رسول الله قد استبشر".

وفي رواية أُخرى عند ابن حبَّان: "(أنا أعلم بدينك منك -مرَّتين أو ثلاثًا- ألستَ ترأس قومك ؟) قال قلتُ (بلى) قال (فإنَّ ذلك لا يحلُّ لك في دينك) قال (فتضعضعتُ لها).." انتهى وبهذا يتَّضحُ أنَّ كلام النَّبيِّ كان في محلِّ إثبات كونه أعلمَ من عديٍّ بدينه وأنَّه كان جوابًا لتعجُّب عديٍّ مِن قول النَّبيِّ "أنا أعلم بدينك منك".

والروايةُ التي فيها أنَّ أبا عبيدةَ سمعَ الحديثَ مَنقولًا عن عليٍّ ثُمَّ سألهُ فهي من طريق قتادةَ وقد قال الطبرانيُّ فيها لم يَروِ هذا الحديث عن قتادة إلَّا هشامٌ الدَّستوائيُّ تفرَّدَ بهِ ابنهُ عبدُ اللهِ انتهى. وحال عبد الله بنِ هشام الدَّستوائيِّ معروف فلا يُحتجُّ به. وقد قالَ ابنُ شاهين: هذا حديث غريب الإسنادِ انتهى. ثُمَّ قال: ولا أعرفُ لعبدِ اللهِ بن هشامٍ الدَّستوائيِّ حديثًا غيرَه انتهى.

خبر إسلام الحُصَين.

والجواب: إنَّ خبر إسلام الحُصين لا يصح البتَّة وفيه "أنَّ النَّبيَّ سأل الحُصين كم تعبد اليومَ إلهًا ؟ فقال: سبعة ؛ ستَّة في الأرض وواحدًا في السَّماء" إلى آخر هذه الرِّواية الَّتي ما ساقهم إلى التَّمسُّك بها واللُّجوء إليها إلَّا الجهلُ بضعفها ومخالفةُ أهل العلم وإرادةُ الطَّعن بالعلماء العاملين ولكنَّ الله يدافع عن الَّذين آمنوا.

ففي هامش كتاب [السَّيف الصَّقيل] للتقيِّ السُّبكيِّ بتحقيق المُحدِّث الكوثريِّ ص/159 ما نصُّه: "في سنده شبيب بن شيبة ضعَّفه النَّسائيُّ وغيره وبمثل هذا السَّند لا يُستدلُّ في الأعمال فضلًا عن الاستدلال به في المُعتقد ؛ وأمَّا ما أخرجه ابن خُزيمة في التَّوحيد فبلفظ آخَر زِيْدَ فيه كلمة إنقاذًا للمَوقف لكنَّ في سنده عِمران بن خالد وحاله أسوأ مِن أنْ يُقال إنَّه ضعيف بل هو مكشوف الأمر والرِّوايتانِ مُختلِفتانِ فلا تُجمعانِ ولا تُلفَّقانِ ولا يُنقَذ هذا الموقف بمثل ذلك التَّرقيع.. إلخ" انتهى كلام الكوثريِّ.

سُؤال القبر

والجواب: وما استدل به المفتون مِن سُؤال الملَكين في القبر فجوابه في كلام شيخنا الهرريِّ في [الشَّرح القويم في حلِّ ألفاظ الصِّراط المُستقيم] ونصُّه: "فإنْ كان منافقًا قال: لا أدري، كنتُ أسمع النَّاس يقولون شيئًا فكنت أقوله، فيقولانِ له: إنْ كنَّا لنعلمُ أنَّك تقول ذلك، ثمَّ يُقال للأرض التئمي فتلتئم عليه حتَّى تختلف أضلاعُه فلا يزال مُعذَّبًا حتى يبعثه الله تعالى مِن مَضجعه ذلك" انتهى. وقال: "الشَّرح: سؤال الملَكين للكافر (مَن ربُّك) وهما يعلمانِ أنَّه سيقول لا أدري لأنَّهما يعرفانِ أنَّه لا يقولُها عن اعتقاد إنَّما يقولها عن دهشة يقولُها عن سبقِ لسانٍ مِن شدَّة الفزع مِن غير ضبطِ لسانِه ولا يعتقد ذلك إنَّما يُخْبِرُ عمَّا مضى له في الدُّنيا. بعض النَّاس يستشكلون يقولون إذا كان لا يجوز أنْ يُقال للكافر "ما دينك" مع العلم بأنَّه سيجيب أنا يهوديٌّ أو مجوسيٌّ فكيف يجوز للملَكين في القبر أنْ يسألا الكافر وهما يعلمانِ أنَّه سيجيب "لا أدري". فالجواب: أنَّه يجيب مُخْبِرًا عمَّا كان يعتقده في الماضي قبلَ الموت مِن غير أنْ يعتقد الآنَ أنَّه حقٌّ وبهذا زال الإشكال" انتهى.

وقد توهَّم المخالف أنَّ الكافر بعد الموت لا يكون على حالة إقرار بالتَّصديق ؛ والحقُّ أنَّه لا يملك إلَّا أنْ يكون مُقِرًّا بالحقِّ يومئذ مُنكِرًا لِمَا كان عليه في الدُّنيا مِن الكُفر ولكنَّه يقول ما يقول مِن غير ضبط لسان لِمَا يُصيبه مِن فزع وخوف عظيم لأنَّه يُفيق والمَلَك الكريم قد انتهره بشدَّة فقد ورد في الحديث: "ملَكان شديدا الانتهار فينتهرانه" انتهى.

أمَّا استعانة المُخالف بأنَّ "المرء يُبعث على ما مات عليه" فهذا في الحُكم بكونه كافرًا ؛ وليس فيما يرضى به أو لا ؛ بشهادة المُخالف نفسه بقوله: "إنَّ الكافر يجيب عن اعتقاده الَّذي مات عليه" ففي كلامه ردٌّ عليه ؛ وصوابٌ لم يتوصَّل إليه، وذلك لأنَّ معنى هذا أنَّه لا يجيب عن حاله بعد الموت وقتَ سؤال الملَكين له ؛ فكفانا الجواب عليه مِن لسانه.

وكذلك بطل استدلال المُخالف بقوله: "ليس في الجواب ظهور ندم" إذ الكافر وقد تيقَّن عاقبةَ ضلاله وعاين ملائكة العذاب ؛ لا يُتصوَّر في تلك الحال أنْ يكون على رِضًى بما كان عليه مِن كُفر في الدُّنيا وهو يرى عاقبته بعينِ اليقين ؛ وقد قال تعالى: {حَتَّىٰ إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ  لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ..} الآيات.

وفي الحديث القدسيِّ: كَذَّبَنِي ابْنُ آدَمَ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ ذَلِكَ، وَشَتَمَنِي وَلَمْ يَكُنْ لَهُ ذَلِكَ، فَأَمَّا تَكْذِيبُهُ إِيَّايَ فَقَوْلُهُ لَنْ يُعِيدَنِي كَمَا بَدَأَنِي، وَلَيْسَ أَوَّلُ الْخَلْقِ بِأَهْوَنَ عَلَيَّ مِنْ إِعَادَتِهِ، وَأَمَّا شَتْمُهُ إِيَّايَ فَقَوْلُهُ اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا" [البخاريُّ]. فكيف يَتصوَّر مسلم أنَّ الملائكة المُكرَّمين يرضون أنْ يتلفَّظ الكافر مُختارًا بما فيه شتمٌ لله تعالى كأنْ يقول لهم أنا أعتقد في الحال أنَّه لا بعث ولا حساب أو أنْ يقول أنا أعتقد الآنَ أنَّ للهِ ابنًا ! والعياذ بالله مِن قُبح هذه المقالة.

قول سيِّدنا إبراهيم لقومه: ما تعبدون

والجواب: قال الله تعالى إخبارًا عن سيِّدنا إبراهيم: {إذ قالَ لأبيهِ وقومهِ ما تعبدونَ} وإبراهيم بكلامه هذا أراد أن يذمَّ قومه فلم يفهم أهل الفتنة المُراد وظنُّوا أنَّه سأل كي يُجيبوا والعياذ بالله مِن الكُفر.

وفي الجواب التَّالي مزيد بيان.

السُّؤال التَّفويضيُّ

وقد استشكل على المخالفين شيء قرأوه في [الفقيه والمُتفقِّه] عن السُّؤال التَّفويضيِّ فتوهَّموا (والعياذ بالله من الضَّلال) أنَّ الأنبياء قد يسألون الكافر عن دينه سُؤالًا مُطلَقًا بلا قيد؛ وهذا تكذيب للشَّريعة وهو مردود عليهم بما جاء في كتاب الله عزَّ وجلَّ وبما أجمعت عليه الأُمَّة.

والجواب: أنَّ السُّؤال التَّفويضيَّ في [الفقيه والمُتفقِّه] قيَّده ما مثَّل به المُصنِّف مِن كتاب الله ؛ آيتان تُفيدانِ الإنكار ؛ قولُه تعالى إخبارًا عن إبراهيم: {مَا تَعْبُدُونَ} وقوله: {لِمَ تَعْبُدُ مَا لَا يَسْمَعُ وَلَا يُبْصِرُ وَلَا يُغْنِي عَنكَ شَيْئًا}؛ ففي الموضعَيْن أتى السُّؤال على وجه العيب والإنكار والتَّحقير.

في الأُولى: قال القونويُّ في حاشيته على البيضاويِّ: "وحاصله أنَّ الاستفهام هنا للإنكار لا للإستعلام" انتهى وقال الإيجيُّ: "أنكر عليهم عبادة الأصنام" انتهى وقال القرطبيُّ: "وعيبه على قومه ما يعبدون وإنَّما قال ذلك ملزمًا لهم الحُجَّة" انتهى وقال أبو حيَّان: "وما: استفهام بمعنى التَّحقير والتَّقرير" انتهى.

وفي الثَّانية: قال الخطيب الشربينيُّ: "استفهام توبيخ وتهجين لتلك الطَّريقة وتقبيحها" انتهى وقال محمَّد أمين الأُرميُّ الشَّافعيُّ: "والاستفهام للتَّقرير المُضَمَّن للتَّوبيخ" انتهى وقال البغويُّ: "استفهام توبيخ" انتهى ومثلَهم قال أبو الحسن الواحديُّ ومحيي الدِّين شيخ زاده والرَّازيُّ والقرطبيُّ وآخرون.

أثر عن سيِّدنا عُمر

والجواب: وما ورد عن عُمر بن الخطَّاب أنَّه قال ليهوديٍّ: "مِن أيِّ أهل الكتاب أنت" انتهى. فلو ثبت فليس فيه أنَّه كان مُتيقِّنًا أنَّ الكتابيَّ يُجيب بالكُفر فلعلَّه سأل تعجُّبًا لا ليُجيب ولعلَّه أراده أنْ يسكت. والخبر لم يروِه إلَّا عُمر بن نافع ولا يُستدل برواية الواحد في المُعتقد؛ وفوق ذلك فقد ضعَّفه الحُفَّاظ فالرِّواية ضعيفة.

واحتج أهل الفتنة بمُجرَّد رواية أبي يوسف للخبر فقالوا هذا دليل أنَّه يستحسنه. وهذه أحموقة كبيرة وقول ابتدعه أهل الفتنة في أُصول الدِّين وعلم المُصطلح لم يُسبَقوا إليه! والإمام الطَّبرانيُّ روى ما نصُّه: "لمَّا قضى خلقه استلقى فوضع إحدى رجليه على الأُخرى" انتهى ولم يُنبِّه إلى شيء. فهل كان الطَّبرانيُّ يستحسن ذلك! نعوذ بالله.

أثر عن سيِّدنا عليٍّ

والجواب: إنَّ أهل الفتنة تمسَّكوا برواية شَرِيك وهو مُتكلَّمٌ فيه عند الحُفَّاظ ؛ عن سِماك وهو مُتكلَّمٌ فيه كذلك ؛ والَّتي فيها أنَّ عليًّا رضي الله عنه سأل المُستورِد -وكان مُسلمًا فتنصَّر- عن دينه وأنَّه ترك ماله لورثته المُسلمين ويكفي لمعرفة كونها ضعيفة قول البيهقيِّ في السُّنن الكُبرى: "عَنْ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ رَحِمَهُ اللَّهُ أَنَّهُ ضَعَّفَ الْحَدِيثَ الَّذِي رُوِيَ عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ مِيرَاثَ الْمُرْتَدِّ لِوَرَثَتِهِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ" انتهى.

وروى الحديث جماعة مِن الرُّواة فلم يوجد أنَّه سأله عن دينه لا في رواية شعُبة عن سِماك، ولا في رواية سُفيان مِن طريق سُليمان عن أبي عمرو الشَّيبانيِّ ؛ ولا في رواية أبي مُعاوية مِن طريق الأعمش عن أبي عمرو كذلك، ولا في رواية عبدالملك بن عُمَير، بل جاءت كلُّها خالية مِن أنَّه سأله عن دينه وتفرَّد بذلك شَرِيك وهو مُتكلَّمٌ فيه وليس بأحفظ منهم كما بيَّن ذلك الحُفّاظ أهل الجرح والتَّعديل.

وزعم المفتون أنَّ الشَّافعيَّ صحَّح رواية شَرِيك ! فهم ذلك مِن قول البيهقيِّ "جَعَلَهُ الشَّافِعِيُّ لِخَصْمِهِ ثَابِتًا" انتهى ولا يلزم فهم ذلك ؛ وإلَّا لَمَا تركه وقال أي الشَّافعيُّ: "قَدْ يَزْعُمُ بَعْضُ أَهْلِ الْحَدِيثِ مِنْكُمْ أَنَّهُ غَلَطٌ" و: "مِنْكُمْ مَنْ يَزْعُمُ أَنَّ الْحُفَّاظَ لَمْ يَحْفَظُوا عَنْ عَلِيٍّ (فَقَسَمَ مَالَهُ بَيْنَ وَرَثَتِهِ الْمُسْلِمِينَ) وَنَخَافُ أَنْ يَكُونَ الَّذِي زَادَ هَذَا غَلِطَ" انتهى. فكيف يُصحِّحه وقد احتمل عنده غلط راويه ! بل ولو فعل فأين الدَّليل أنَّه أراد تصحيح رواية شَرِيك وليس رواية غيره !

قصيدتان في بيان المسألة

وقال بعض الشُّعراء مِن المُعاصرين:

    1. أَفْتَىْ ذُو الْفِتْنَةِ بُهْتَانَا ~ وَاللهِ وَأَفْتَىْ خِذْلَانَا
    2. مَفْتُوْنٌ مَنْ قَدْ صَدَّقَهُ ~ وَغَدًا سَيُلَاقِيْ خُسْرَانَا
    3. "مَا دِيْنُكَ" لَا تَسْأَلْ عَبْدًا ~ أَيْقَنْتَ سَيَكْفُرُ إِيْقَانًا
    4. فَإِذَا مَا قَالَ "كَفَرْتُ أَنَا" ~ يَزْدَادُ الْكَافِرُ كُفْرَانَا
    5. خَبَرٌ فِيْ كُفْرٍ قَرَّرَهُ ~ وَلَهُ قَدْ أَذْعَنَ إِذْعَانَا
    6. إذْ كَانَ بِهِ فِيْ حَالِ رِضًى ~ بِالْكُفْرِ فَرَدَّ الْإِيْمَانَا
    7. وَالسَّائِلُ يَكْفُرُ إِذْ يَرْضَىْ ~ كُفْرًا لَمْ يَرْضَ الْقُرْآنَا
    8. أَمَّا تَقْرِيْعًا فَاسْأَلْهُ ~ وَاضْرِبْ بِعَصَاكَ الشَّيْطَانَا
    9. وَاسْأَلْ إِنْكَارًا لَا تَطْلُبْ ~ فِي الرَّدِّ بِكُفْرٍ إِعْلَانَا
    10. وَاسْأَلْ تَوْبِيْخًا تَبْكِيْتًا ~ بِالْحُجَّةِ رُدَّ الطُّغْيَانَا
    11. بِالْغَفْلَةِ لَا تَقْنَعْ أَبَدًا ~ إِنْ رُمْتَ بِنَفْسِكَ إِحْسَانَا
    12. كُنْ عَبْدَاللهِ وَلَا تَفْتَحْ ~ لِلْكُفْرِ بِجَهْلِكَ بِيْبَانَا

وقال في براءة الأنبياء مِن استنطاق النَّاس بالكلمة الكُفريَّة:

    1. اَلْحَمْدُللهِ الَّذِيْ قَدْ أَلْهَمَا ~ قَلْبِي الطَّرِيْقَ بِالْهُدَىْ قَدْ أَنْعَمَا
    2. سُبْحَانَهُ يَهْدِيْ بَلَىْ مَنْ شَا لَهُ ~ وَمَنْ يَشَا مِنَ الْوَرَىْ أَضَلَّهُ
    3. قَدْ بَعَثَ الرُّسْلَ إِلَيْنَا فَاتِحِينْ ~ بَابَ الْهُدَىْ وَلِلضَّلَالِ مُغْلِقِينْ
    4. بَعثَهُمْ فِيْنَا لَنَا قَالُوا اهْتَدُوْا ~ وَالْأَنْبِيَا بَابَ الضَّلَالِ أَوْصَدُوا
    5. فَلَعْنَةُ اللهِ عَلَىْ مَنِ افْتَرَىْ ~ بِأَنَّهُمْ قَدْ قَبِلُوْا مَنْ كَفَرَا
    6. بَلْ أَنْبِيَاءُ اللهِ مَرْفُوْعِيْنَا ~ مِنْ مُوْبِقَاتِ الذَّنْبِ مَعْصُوْمِيْنَا
    7. وَإنَّهُمْ بِالْكُفْرِ لَمْ يَسْتَنْطِقُوْا ~ يَوْمًا عِبَادًا فِي الْوَرَىْ تَزَنْدَقُوْا
    8. ثُمَّ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ أَبَدَا ~ عَلَى النَّبِيِّ الْهَاشِمِيِّ أَحْمَدَا
    9. مَنْ نَشَرَ الْإِيْمَانَ وَالتَّوْحِيْدَا ~ فَكَانَ حَقًّا مَاجِدًا حَمِيْدَا
    10. لَمْ يَسْأَلِ الْكَافِرَ فِيْمَا قَدْ ثَبَتْ ~ عَنْ دِيْنِهِ حَاشَاهُ مِنْ هَذَا الْعَنَتْ
    11. لَكِنَّ قَوْمًا آثَرُوا الْجُلُوْسَا ~ وَاعْتَقَدُوا الضَّعِيْفَ وَالْمَدْسُوْسَا
    12. فَقَالَ مِنْهُمْ قَارِئُ الْقِرْطَاسِ ~ قَدْ جَاءَ فِي الْأَخْبَارِ عَنْ عَدَّاسِ
    13. وَعَالِمٌ فِي النَّاسِ قَدْ قَالَ لَهُمْ ~ هَذَا ضَعِيْفٌ فِي الْحَدِيْثِ مَا لَكُمْ
    14. كَذَاكَ مَا جَاءَ عَنِ ابْنِ حَاتِمْ ~ رَوَايَةٌ ضَعِيْفَةٌ يَا ظَالِمْ
    15. هَلْ بَيْنَكُمْ مِنْ عَاقِلٍ نَبِيْهِ ~ مَا لَمْ يَصِحَّ كَيْفَ نَرْتَضِيْهِ!
    16. هَلْ تَأْخُذُوْنَ دِيْنَكُمْ تَبَدُّلَا ~ سَبَغْلَلًا تَأْتُوْنَ أَوْ سَبَهْلَلَا
    17. قَدْ سَأَلَ الْخَلِيْلُ عُبَّادَ الصَّنَمْ ~ لَا لِيُجِيْبُوْا بِالضَّلَالِ وَالتُّهَمْ
    18. بَلْ مُنْكِرًا عَلَيْهِمُ مُقَرِّرَا ~ بُطْلَانَ مَا جَاءُوْا بِهِ تَكَبُّرَا
    19. سَأَلَ عَنْ مَاهِيَّةِ الْمَعْبُوْدِ ~ لكنَّهُمْ ضَلُّوْا عَنِ الْمَقْصُوْدِ
    20. يَا وَيْلَ مَنْ قَالَ بِأَنَّهُ سَأَلْ ~ لِيَكْفُرُوْا بِرَبِّنَا عَزَّ وَجَلْ
    21. فَلْيَنْظُرُوْا فِيْ كُتُبِ التَّفْسِيْرِ ~ مَا قَالَ أَهْلُ الْعِلْمِ وَالتَّحْرِيْرِ
    22. فَلَمْ يَقُلْ مُفَسِّرٌ نَجِيْبُ ~ بِأَنَّهُ سَأَلَ كَيْ يُجِيْبُوْا
    23. وَأَثْبَتَ الْجَاهِلُ عَنْ حِبِّيْ عُمَرْ ~ مَا فِيْهِ مَتْرُوْكُ الْحَدِيْثِ وَالْأَثَرْ
    24. فَكَيْفَ أَثْبَتُوْا عَلَى الْخَلِيْفَةْ ~ رِوَايَةً جَاءَتْهُمُ ضَعِيْفَةْ
    25. ذَكَرَهَا ابْنُ نَافِعٍ ذَا الثَّقَفِيْ ~ لَيْسَ حَدِيْثُهُ بِشَيْءٍ تَصْطَفِيْ
    26. فَانْظُرْ إِذَا أَخَذْتَ بِالتَّفْصِيْلِ ~ كَلَامَ أَهْلِ الْجَرْحِ وَالتَّعْدِيْلِ
    27. تَعْلَمْ بِأَنَّهُمْ يُضَعِّفُوْنَهْ ~ وَكَلُّهُمْ وَاللهِ يَجْرَحُوْنَهْ
    28. مِنْ زَيْغِهِمْ بَنَوْا عَقِيْدَةً عَلَىْ ~ مَا لَمْ يَصِحَّ نِسْبَةً وَلَا عَلَا
    29. لِفَرْطِ جَهْلٍ نَسَبُوْا عَلِيَّا ~ لِمِثْلِ ذَا فَاهْجُرْهُمُ مَلِيَّا
    30. اَللهُ قَالَ إِنَّهُ لَا يَرْضَىْ ~ بِالْكُفْرِ فَانْزِلْ بِالْكَفُوْرِ نَقْضَا
    31. هَلْ بَعْدَ قَوْلِ اللهِ قَوْلٌ لِلْفَتَىْ ~ يَقُوْلُهُ إِلَّا اسْتَحَقَّ اللَّعْنَةَ
    32. وَكُلُّ شَرْطٍ لَيْسَ فِي الْكِتَابِ ~ نَرُدُّهُ وَاللهِ بِالْأَعْقَابِ
    33. عَنْ دِيْنِهِ لَا تَسْأَلَنْ كَفُوْرَا ~ عَلِمْتَ أَنَّهُ يَزْدَادُ جَوْرَا
    34. فَأَعْرِضَنْ عَنْ تَابِعٍ إِبْلِيْسَا ~ إِذَا أَتَىْ مُلَبِّسًا تَلْبِيْسَا
    35. يَدْعُوْكَ أَنْ تَفْتَحَ بَابَ شَرِّ ~ مُسْتَنْطِقًا لِمَنْ بَغَىْ بِالْكُفْرِ
    36. مَنْ قَالَ قُوْلُوا الْكُفْرَ كُفْرٌ قَوْلُهُ ~ مَهْمَا يَشِيْعُ فِي الْأَنَامِ جَهْلُهُ
    37. بِقَوْلِهِ الْمَرْدُوْدِ ذَا وَاللهِ ضَلْ ~ هَلْ هَكَذَا الْإِسْلَامُ مَا هَذَا الدَّجَلْ
    38. مَا قَالَ عَالِمٌ بِمِثْلِ قَوْلِهِ ~ وَلَا كِتَابٌ نَافِعٌ فِيْ فَصْلِهِ
    39. وَإنَّمَا جَمَاعَةٌ مُعَاصِرَةْ ~ تَوَهَّمُوا الْأَحْكَامَ بِالْمُصَاهَرَةْ
    40. قَدْ خَالَفُوا النُّصُوْصَ وَالْعَقَائِدْ ~ وَنَقَضُوا الْأَرْكَانَ وَالْمَعَاقِدْ
    41. وَكَانَ مِنْهُمْ يُوْسُفُ الْمِيْنَاوِيْ ~ اَلْفَاسِدُ الثَّرْثَارُ ذُو الْبَلَاوِيْ
    42. وَكَانَ مِنْهُمْ كُلُّ ذِيْ وَجْهَيْنِ ~ مُلْتَحِقٍ بِالِافْتِرَا وَالْمَيْنِ
    43. فَاحْذَرْهُمُ صُبْحًا وَفِي الْعَشيَّةْ ~ فَإِنَّهُمْ فِي الْفِرْقَةِ الرَّدِيَّةْ
    44. وَالدِّيْنُ لَا يُؤْخَذُ بِالتَّسْوِيْلِ ~ عَنْ جَاهِلٍ أَوْ مَارِقٍ ضِلِّيْلِ
    45. وَخُذْهُ عَنْ مُسْتَوْثَقٍ وَعَدْلِ ~ كَرِيْمِ نَفْسٍ طَاهِرٍ ذِيْ فَضْلِ
    46. وَذَا خِتَامُ هَذِهِ الْقَصِيْدَهْ ~ نَصَرْتُ فِيْهَا الدِّيْنَ وَالْعَقِيْدَةْ
    47. نَظَمْتُهَا طَاهِرَةً نَقِيَّةْ ~ رَدًّا عَلَى الْمَقُوْلَةِ الْكُفْرِيَّةْ
    48. فَأَلْهِمَنْ رَبِّيْ بِهَا السَّدَادَا ~ وَالْحَقَّ وَالصَّوَابَ وَالرَّشَادَا
    49. وَصَلِّ رَبِّيْ دَائِمًا وَسَلِّمْ ~ عَلَى النَّبِيِّ الصَّادِقِ المُعَلِّمْ
    50. مُحَمَّدٍ مُكَمَّلِ السَّجَايَا ~ مَنْ جَاءَنَا بِالْخَيْرِ وَالْعَطَايَا

باب استفهام سيوطي إتقان علوم قرآن لغة عربية تفسير قرآن أنواع استفهام سؤال كافر عن دينه رضى بكفر إعانة على كفر تكفير ردة كفر أقوال علماء في ردة