مَا حُكْمُ الْمُخَدِّرَاتِ فِى الإِسْلامِ.

اعْلَمْ أَنَّ كُلَّ مَا يُؤَدِّى بِالإِنْسَانِ إِلَى الْهَلاكِ يَحْرُمُ فِعْلُهُ وَتَعَاطِيهِ وَهَذَا يُفْهَمُ مِنْ قَوْلِهِ تَعَالَى ﴿وَلا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ﴾ وَرَوَى أَبُو دَاوُدَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ نَهَى عَنْ كُلِّ مُسْكِرٍ وَمُفْتِرٍ، وَالْمُفْتِرُ هُوَ مَا يُحْدِثُ فِى الْجِسْمِ وَالْعَيْنِ أَثَرًا ضَارًّا كَالْمُخَدِّرَاتِ. فَيُفْهَمُ مِنْ ذَلِكَ أَنَّ تَعَاطِىَ الْمُخَدِّرَاتِ كَالْحَشِيشَةِ وَالأَفْيُونِ حَرَامٌ. وَالْمُخَدِّرَاتُ لا تُعَدُّ مِنَ الْمُسْكِرَاتِ إِنَّمَا هِىَ مِنَ الأَشْيَاءِ الْمُخَدِّرَةِ الضَّارَّةِ. وَالشَّىْءُ الَّذِى يُخَدِّرُ وَلا يُغَيِّرُ الْعَقْلَ كَالأَفْيُونِ لا يَجُوزُ بَيْعُهُ لِمَنْ يَتَعَاطَى الْمُخَدِّرَاتِ لِقَوْلِهِ ﷺ لا ضَرَرَ وَلا ضِرَار رَوَاهُ ابْنُ مَاجَهْ وَالدَّارَقُطْنِىُّ. قَالَ بَعْضُ الْعُلَمَاءِ الضَّرَرُ وَالضِّرَارُ بِمَعْنًى وَاحِدٍ لَكِنْ أُعِيدَ ذِكْرُهُ لِلتَّأْكِيدِ وَالْمَعْنَى أَنَّ الْحُكْمَ فِى دِينِنَا أَنَّهُ لا ضَرَرَ وَلا ضِرَار أَىْ لا يَجُوزُ الإِضْرَارُ بِالْمُسْلِمِ. أَمَّا بَيْعُ الشَّىْءِ الْمُخَدِّرِ كَالأَفْيُونِ وَنَحْوِهِ لِلأَطِبَّاءِ وَالْمُسْتَشْفَيَاتِ فَيَجُوزُ لِأَنَّهُ يَدْخُلُ فِى الأَدْوِيَةِ.

مخدرات حرام